كانت ديانة الفينيقيين مجموعة من الطقوس والعبادات تقيمها المدن الفينيقية ، وتختلف بإختلاف الأمكنة التي تقام فيها ، بالرغم من اشتراكها جميعاً في النظرة ذاتها للاله وللظواهر الكونيّة والطبيعيّة. وكانت طقوس عبادتهم منبثقة عن حياتهم الزراعية وعن اعتمادهم في معيشتهم على الفلاحة وتربية المواشي. وليتمكن الإنسان الفينيقي من مخاطبة القوى المتحكمة بالكون ومخاطره ويستدر عطفها، أضفى على الطبيعة وظاهراتها صفات انسانيّة وجعلها قريبة منه يسترحمها ويطلب حمايتها ويقدم لها الهدايا والقرابين ليسترضيها بها. وأوجد سلسلة من العبادات ليؤثر بها على هذه الطبيعة.
كانت آلهتهم تمر في التحولات ذاتها التي تمر فيها الطبيعة، فمقتل الإله موت على يد الربة أنات كان يعني الإحتفال بإنتهاء الحصاد، واحتفالات أدونيس كانت تحدث أيضاً في نهايته، بين حزيران وتموز، وعند انتهاء هذا الموسم في الخريف كانت تقام احتفالات استجلاب المطر .
وكان الإله الشاب يعبر عندهم عن حياة الطبيعة التي تستيقظ في بداية كل عام في الربيع ، وكان موته وبعثه من جديد يمثلان التطورات التي تحدث في الطبيعة المحيطة بالانسان والتي تظهر له وكأنها سلسة لا تنقطع من ولادة وموت عاكسة آماله باستمرار الحياة الانسانية بعد الموت ، أو ببعثها.
وهده اسماء بعض الهتهم:
آلهة المدن
وكان لكل مدنة فينيقيا آلهتها وربّاتها، ومن بينها ثلاثي كان يمتاز عن غيره بأهميته وبالروابط الخاصة التي تربطه بالمدينة: إله مسنّ سيّد المدينة ويمثل السلطة والحكمة، وربّة أنثى لها صفات الأمومة والحياة وإله فقي يرمز للنبات الذي ينبثق عن هذه الأم، ثم يموت ليُبعث حياً في السنة التالية.
آلهة جبيل
وكان إيل الإله المسن في جبيل، والأنثى كانت بعلة جبيل. وتقول الأسطورة أن بعلة جبيل حلّت محل إيل في تزعم المدينة فأصبحت سيّدتها، وقدم ملوك جبيل والفراعنة ولاءهم لها. وكان الإله الفتى لجبيل هو أدونيس .
آلهة صيدون
في مدينة صيدون كان بعل صيدون هو الاله المسن وعشتروت الربة الأنثى واشمون الذي كان ـ كأدونيس ـ إلهاً فتياً يحتفل بموته وببعثه كلَّ سنة، ثم أصبح فيما بعد إله الشفاء في فينيقيا كلّها.
آلهة صور
وكان ثلاثي الهة صور مؤلفاً من إله السماء بعل شميم ومن عشتروت ام الآلهة والبشر والنبات ، واهبة الحياة للطبيعة، ومن ملقرت الفتي الشاب سيد المدينة وملكها.
آلهة بيروت
آلهة قرطاجة
آلهة أوغاريت
آلهة الطبيعة
وإلى جانب كل ثلاثي كان هناك آلهة أخرى تمثل قوى الطبيعة ومظاهرها. فكان إله البرق والرعد إذا كان راضيا نزل المطر وأخصب الأرض، وإذا كان غاضبا أحدث الفيضانات التي تهلك الزرع والماشية. وموت هو إله الحر والصيف والحصاد. وكان هناك الربّة تدعى شمش (أي الشمس) والآلهة يم ويوم وشَهَر (أي القمر). وكان هناك الهة للجبال ومنها بعل لبنان لجبال لبنان وبعل كاسيوس للجبل الأقرع، وبعل صافون وبراتي لجبل حرمون.