الشيخ عزالدين القسام

احمد محمد عزالدين القسام
ولد الشهيد عزالدين القسام في مدينة جبله على الساحل السوري عام 1883.كان والده يعمل حدادا ويدير بنفس الوقت كتابا لتعليم القراءه والكتابه ولتحفيظ القرآن الكريم .كانت طفولة القسام قاسيه حيث كان يساعد والده في المحدده ويتعلم القراءه والدين على يدي والده وذلك حتى بلغ السادسة عشرة من عمره ولتميزه وتعلقه الشديد بدروس الدين وتحت الحاح كبير من رجالات البلده وافق والده على ارساله الى الازهر الشريف ليواصل دراسته الدينيه فتم ارساله مع اخيه الاكبر فخري وكان ذلك عام 1901.وقد بقي القسام في الازهر حتى عام1907 متتلمذا على يد كبار المشايخ آنذاك مثل الشيخ محمد عبده والشيخ علي رشيد و يقال ايضا على يد الشيخ جمال الدين الافغاني.ومع عودة القسام الى بلدته جبله تسلم الامامه والخطابه في مسجد المنصوري المسجد الوحيد بالبلده آنذاك وقد تجمع حوله الكثيرون وتعلقوا

بدروسه وخطبه لما كان له من تأثير وقدره على الاقناع وصدق في التعامل.حتى اصبح علما ومرجعيه في كل منطقة الساحل السوري.تزوج القسام من ابنة عمته امينه نعنوع عام 1909.
وهكذا ومع بدء العدوان الايطالي لليبيا قاد القسام المظاهرات المندده بالاستعمار وكانو يرددا:يا رحيم يا رحمن غرق اسطول الطليان ولم يكتفي بذلك بل قام جمع المتطوعين للقتال ضد الطليان وقد جمع آنذاك حواي 350 متطوع وسافر معهم الى اسطنبول للسفر بحرا الا انهم منعوا فعادوا الى جبله وقد القسام ببناء مدرسه بجزء من الموال اللتي جمعوها ايمانا منه بقيمة العلم وتزال تلك المدرسه تحمل اسمه للآن.لم يكتف القسام بهذه المحاوله فبادر للسفر الى ليبيا عن طريق مصر يصحبه في هذه الرحله ابن عمه الشيخ عبد المالك القسام حيث اخذ معه ما تم جمعه من اموال وسلمه للشهيد عمر المختار الذي التقاه في مدينة درنه الليبيه في الجبل الاخضر واعدا اياه في محاولة احضار المدد والمجاهدين في المستقبل.وقد كان ذلك في نهاية عام 1911.وبعد عودة القسام من ليبيا وبدء الاحتلال الفرنسي لسوريا اسس القسام وقاد اول ثوره مسلحه في سوريا كبدت الفرنسيين خسائر كبيره وقد حاول الفرنسيون القضاء على ثورة القسام بشتى السبل والاساليب البربريه فكانو يقومو باحراق اي ثائر من اتباع القسام حيا الا ان هذا لم يفت من عضده هو ورفاقه فحاولو اغراءه فعرضو عليه منصب القضاء والمفتي العام لسوريا تحت حجة انهم يريدون الاستفاده من علومه الدينيه من الازهر.وقد لجأ القسام في تلك الفتره الى جبال الحفه والصلنفه القريبه من الحدود التركيه نظرا لارتفاعها ووعورتها وكثرة الكهوف والمغارات فيها . ولما لم يفلح الفرنسيون بالقبض عليه او اغرائه حكموا عليه بالاعدام غيابيا وكان ذلك عام 1919. ولما ايقن القسام بصعوبة استمراره بالثوره في سوريا نظرا لشح الامكانات وقلة السلاح والذخيره قرر الانتقال الى فلسطين قلب بلاد الشام والى المسجد الاقصى والذي ما كان ينساه في اي من خطبه. وقد انتقل القسام سرا الى حيفا عن طريق البحر من جزيرة ارواد التي تقع مقابل مدينة طرطوس السوريه وكان يرافقه في رحلته هذه ايضا ابن عمه عبد المالك القسام وكان ذلك في عام 1921.

وهناك في حيفاالتقى مع احد زملائه بالدراسه في الازهر وهذا ما حدا به للبقاء في حيفا.وقد لحقته فيما بعد زوجته وبناته الثلاث ميمنه وخديجه وعائشه.سكن القسام في حيفا في حي الجرينه الفريب من الميناء وقد أمن له زميله العمل في التدريس ومن ثم عمل مأذونا شرعيا وبعد ذلك اماما وخطيبا لمسجد الاستقلال الذي عمل من أجل بنائه.ضيق الانكليز عليه كثيرا وقد اعتقلوه عدة مرات بتهمة التحريض. ايقن القسام ان ما اخذ بالقوه لا يسترد الا بها لذلك ومستفيدا من تجاربه الثوريه السابقه بدأ القسام ببناء اول ثوره مسلحه في فلسطين فأ سس الخلايا والمجموعات وكان يفاتح الرجل بضمه للثوره على من يتوسم فيه القوه والوطنيه وبعد دراسه وتحري ولمن كان يواظب على صلاة الفجر لاكثر من اربعين يوما متتاليه .وقد غلبت السريه المطلقه على هذه الحركه وكان كثيرا ما يردد استعينوا على قضاء حوائجكم بالسريه والكتمان. وفي حيفا رزقه الله بمولود ذكر سماه محمد وكان ذلك في عام 1925 ومن اجل الثوره وشراء السلاح ارسل القسام اخاه فخري الى سوريا حيث قام الاخير ببيع منزل العائله هناك بمدينة جبله وقام بشراء السلاح به.

ومع تزايد الهجره اليهوديه الى فلسطين تحت حماية ورعاية الانكليز ومع ان بنلء الثوره لم يكتمل بعد الا ان القسام قرر الخروج بالثوره الى العلن ليشعل شرارة الثوره من اجل ان يتنبه الناس لخطورة الوضع وما آلت اليه الاوضاع في فلسطين ومع خمول القيادات التقليديه والزعامات العائليه لم يكن من ذلك بد مع ايمانه بصعوبة الوضع وقلة التسليح.وانطلق القسام من حيفا يصحبه مجموعه من الثوار الى القرى المجاوره للبدء بالعمل المسلح العلني فأرسل الانكليز الجواسيس خلفهم وقد كان اول رصد لهم من قبل العملاء ابتداءا من قرية رمانه غرب مدينة جنين فحشد الانكليز قواتهم وتمت محاصرة القسام في قرية نزلة الشيخ زيد قرب يعبد وهناك دارت معركة الشهاده والتي استمرت لمدة سبع ساعات استشهد على اثرها الشيخ القسام ومعه استشهد ايضا كلا من: يوسف الزيباوي و وعطيفه المصري واحمد سعيد الحسان وكما جرح معه كلا من اسعد المفلح والشيخ نمر السعدي. وقد كان القسام يقاتل بالبندقيه والمسدس وكان يصيح باستمرار:هذا جهاد نصر او استشهاد يا رفاقي موتوا شهداء.

والآن وبعد مضي اكثر من سبعين عاما على استشهاد القسام لم يزل ذكره يتردد ليس في فلسطين وحسب بل في كل العالم وهاهم اسود كتائب القسام الاحفاد الحقيقيون للقسام وصواريخهم تزلزل الارض تحت اقدام الصهاينه المحتلين ولسوف يكتب التاريخ ان اطول ثوره في التاريخ بدأها القسام وسينهيها احفاده اسود كتائب القسام انشاء الله.