كل ما تبحث عنه تجده هنا في رحاب التاريخ
ادارة منتديات رحاب التاريخ
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. لا تقرا و ترحل كعابر سبيل احتراما لاخوتك كاتبي المواضيع .ساهم ولو برد.إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه اما ان كنت تملك اقتراحا او شكوى فسيسرنا ان تكتبها في قسم الاقتراحات و الشكاوى دون الحاجة الى التسجيل.كما ننبهك الى ان افضل طريقة لتصفح المنتدى هي باستعمال متصفح Mozilla Firefox
كل ما تبحث عنه تجده هنا في رحاب التاريخ
ادارة منتديات رحاب التاريخ
مرحبا بك عزيزي الزائر. المرجوا منك أن تعرّف بنفسك و تدخل المنتدى معنا. لا تقرا و ترحل كعابر سبيل احتراما لاخوتك كاتبي المواضيع .ساهم ولو برد.إن لم يكن لديك حساب بعد, نتشرف بدعوتك لإنشائه اما ان كنت تملك اقتراحا او شكوى فسيسرنا ان تكتبها في قسم الاقتراحات و الشكاوى دون الحاجة الى التسجيل.كما ننبهك الى ان افضل طريقة لتصفح المنتدى هي باستعمال متصفح Mozilla Firefox
كل ما تبحث عنه تجده هنا في رحاب التاريخ
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كل ما تبحث عنه تجده هنا في رحاب التاريخ


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  

 

 من بنى القدس

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Adminrafik
Admin
Adminrafik


ذكر
عدد المواضيع : 45
جنسيتك : المغرب
الهواية : من بنى القدس Readin10
المهنة : من بنى القدس Studen10
نقاط العضو : 5980
سمعة الكاتب : 0
تاريخ التسجيل : 01/09/2008

من بنى القدس Empty
مُساهمةموضوع: من بنى القدس   من بنى القدس I_icon_minitimeالجمعة 15 مايو - 14:41

أولا:: من بَنى المسجد الأقصى؟
عند
الشروع في التعرف إلى المسجد الأقصى المبارك، في مفهومه وتاريخه، فإن أول
ما نحتاج للإجابة عليه، هو متى بنيَ المسجد الأقصى، ومن بناه؟

بقيت
هذه المسألة شغل العلماء والمؤرخين المسلمين، ووضعوا لتفسيرها عدَّة
فرضيات مدعومة بقرائن واستقراءات منطقية من الحديث والسنة المشرفة،
فوصلتنا من هذه الآراء ثلاثة أقوال ، هي:

1. الملائكة هم من بنوا المسجد الأقصى.

  1. سيدنا آدم عليه السلام.
  2. سيدنا إبراهيم عليه السلام.

إلا
أنَّ الرأي الأول القائل بأن الملائكة هم بُناة المسجد الأقصى، ضعفه كثير
من العلماء، مرجِّحين أن يكون البشر هم بُناة المسجد لا الملائكة،
فالملائكة لهم بيتهم وبناؤهم في السماء وهو البيت المعمور المقابل للكعبة
المشرَّفة في الأرض.

وبذلك نستبعد الرأي الأول ، ونبحث في المقارنة بين فرضيّتي سيدنا آدم وسيدنا إبراهيم عليهما السلام.
وللانطلاق في هذا البحث نعود إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ اَبِي ذَرٍّ، قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اَىُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِيالاَرْضِ اَوَّلُ قَالَ ‏"‏الْمَسْجِدُالْحَرَامُ ‏"‏ ‏.‏ قُلْتُ ثُمَّ اَىٌّ قَالَ ‏"‏الْمَسْجِدُالاَقْصَى‏"‏ ‏.‏قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا قَالَ ‏"‏ اَرْبَعُونَ سَنَةً .." (متفق عليه..)
بالاستناد
إلى هذا الحديث، فإننا نستطيع الاجابة على سؤال: متى بني الأقصى؟ فنقول
أنه بني بعد بناء المسجد الحرام بأربعين سنة كما ثبت بالحديث الصحيح..

أمّا
كلمة ( وُضع ) التي جاءت في الحديث الشريف، فإنها تؤشّر بوضوح على معنى :
( التسمية والتحديد ) لتلك البقعة المباركة، وتخصيصها بكونها مسجداً لله
دوناً عن ما جاورها من الأرض.

أصحابُ
الرأي القائل أن إبراهيم -عليه السلام- هو الباني للمسجد الأقصى، يستدلّون
على ذلك بأن القرآن الكريم ذكر قصة بناء الكعبة المشرفة على يد إبراهيم
–عليه السلام- ويرون بما أن المسافة الزمنية ما بين بناء المسجدين هي
أربعون سنة، فإن الباني واحد وهو سيدنا إبراهيم. ويدعمون رأيهم بأن
إبراهيم-عليه السلام- كان يعيش في الارض المقدسة (فلسطين) وثبُت تاريخياً
أنه دخل المسجد الأقصى وصلى فيه، والتقى بملك اليبوسيين الصالح "ملكي
صادق".

يقول تعالى: " وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ " (127 : البقرة)
لكن
الآية الكريمة أساس الاستدلال، تقطع بوضوح، أنّ سيدنا إبراهيم حين بنى
الكعبة فإنه رفَع قواعدَ كانت موجودةً أصلاً في المكان، فكان بناء إبراهيم
للكعبة بناء ترميم وتجديد ، وليس بناء إيجادٍ من العدم، مما يؤشّر على أن
الكعبة كانت مبنيَّة قبل إبراهيم –عليه السلام- ، ومما يعزّز هذا الرأي،
قوله عز وجل في سياق قصة ارتحال إسماعيل –عليه السلام- رضيعاً مع أمه إلى
مكة : " رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي
زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ
فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ
مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ " ( إبراهيم: 37)

حيثُ
سمّى إبراهيم –عليه السلام- منطقة مكة المكرمة بالبيت المحرَّم دلالة على
وجود الكعبة المشرفة في ذلك الوقت الذي شهد ولادة إبنه إسماعيل، ومعلوم
أنّ اسماعيل قد شارك والده في بناء البيت الحرام. بالتالي تسقط بالاستناد
إلى النص القرآني فرضية بناء سيدنا إبراهيم للمسجد الأقصى، ويثبُت أن
المسجد بني قبله عليه السلام، مرجّحاً بذلك فرضية بناء آدم – عليه السلام-
للمسجد الأقصى.

وفي بحث
للمحاضر في كلية الهندسة بجامعة النجاح الوطنية الدكتور هيثم الرطروط
نشرته مجلة دراسات بيت المقدس في عددها الصادر عام 2005، اكتشف الدكتور
الرطروط تشابهاً هندسياً تاماً ما بين بناء الكعبة المشرفة وبناء المسجد
الأقصى المبارك، وباستخدام برامج هندسية ثلاثية الأبعاد وبإهمال المساحتين
المختلفين للكعبة والمسجد الأقصى، وضَّح الرطروط بالخرائط والصور تطابقاً
تاماً في زوايا البنائين الأربعة. مما يدعم بمزيد من الأدلة العملية فرضية
بناء آدم عليه السلام للمسجدين وتحديد حدودهما، بوحي من الله عز وجل، وهي
الحدود التي ما زال المسجد الأقصى يحتفظ بها حتى يومنا هذا بواقع 142-144
دونماً..




مقاربة هندسية ما بين بناء المسجد الأقصى المبارك بشكله الاصلي قبل التوسعة الأموية
وما
بين بناء الكعبة المشرفة بشكلها الاصلي الذي بناه عبدالله بن الزبير نقلاً
عن وصف النبي عليه الصلاة والسلام لشكل الكعبة في عهد إبراهيم عليه السلام.






ثانياً:: اليبوسيون والكنعانيون
كان العرب اليبوسيون أول من حفِظ التاريخ الإنساني سكنهم في القدس، فقديماً لم تكن أنواع الكتابة والتدوين قد اكتشفت بعد، وبقي
الاعتماد في دراسة التاريخ على الأحافير كمصدر وحيد إلى أن اكتشفت الكتابة
وابتدأ التأريخ الإنساني، وكان ذلك قبل أكثر من ستة آلاف عام حين هاجرت
قبائل اليبوسيين من موطنهم الأصلي في الجزيرة العربية واستوطنوا مدينة
القدس وما حولها، فعرفت أرض فلسطين بأرض اليبوسيين، الذين سُجّل لهم إنشاء
عاصمة دولتهم في مدينة القدس، حيث كانت تعرف آنذاك باسم (يبوس) أو (
أورسالم).

وبالتزامن مع
اليبوسيين هاجرت قبائل العرب الكنعانيين من جزيرة العرب إلى فلسطين، وهاجر
الفينقيون الذين كانوا من بطون الكنعانيين العرب أيضاً، و تركز وجود هؤلاء
في مناطق الشمال الفلسطينية، وأسسوا في فلسطين ما يزيد على مئتي مدينة
كانت أبرزها (يبوس) القدس التابعة لليبوسيين، إضافة إلى (شكيم) نابلس، و
(حبرون) الخليل.

كما عاش في فلسطين
في ذات الفترة، شعب العموريين أو الأموريين، وهي قبائل عربية نتج عنها على
مدى مئات السنين شعب الهكسوس الذي كان له دور بالغ الأهمية في مدينة
القدس.


جدير
بالإشارة أن أقوام (اليبوسيين) الذين حكموا القدس كانوا وثنيين غير
مؤمنين، ومن هنا لا يأتي الاستشهاد بسكنهم لمدينة القدس من باب الفخر بأن
العرب كانوا أول من سكن هذه المدينة، إنما يأتي في سياق دحض الافتراءات
اليهودية التي تدّعي أنّ اليهود هم سكان القدس الأصليون، وأنهم أول من عمر
المدينة المقدسة وسكنها، مزيّفين بذلك فترة تاريخية هامة تمثلت بهذه
الشعوب العربية التي سبق وجودها في القدس الوجود اليهودي بأكثر من 1500
عام.


ثالثاً:: الهكسوسوالفراعنة
غزت
قبائل الهكسوس مدينة القدس قرابة العام 1774 ق.م ، ضمن حملة كبيرة قامت
بهذا هذه القبائل لغزو مصر والشام، واستطاع الهكسوس إجلاء حكم الفراعنة
وبقايا اليبوسيين في القدس وما حولها، وأصبحوا حكامها.

ووفق
المصادر التاريخية فإن سيدنا إبراهيم -عليه السلام- عاصر الحكم الهكسوسي
للقدس، ودخل المسجد الاقصى وبعض المدن المحيطة بالمدينة المقدسة.

وتحت
حكم الهكسوس للمدينة ظهر سيدنا يعقوب وإسحاق –عليهما السلام- ، وظهر بنو
إسرائيل جنوبي النقب (صحراء فلسطين) إلى أن ارتحلوا مع سيدنا يوسف إلى مصر
كما ورد في القرآن الكريم. وعاش نسل يعقوب عليه السلام قرابة 150 عاماً في
مصر تحت حكم الهكسوس الذين كانوا يعطون رعيتهم حرية دينية، إلى أن ضعف
الهكسوس وهزموا على يد الفراعنة وطردوا من أرض مصر والشام، وأصبحت مدينة
القدس تحت الحكم الفرعوني، الذي تميّز بالاضطهاد الديني والسياسي، وعمِد
الفراعنة إلى صياغة حكم ذاتي لمدينة القدس موالي للدولة الفرعونية وحاكماً
باسمها.

وإحقاقًا لسنة الله في
الأرض، بدأت الدولة الفرعونية تضعف تدريجياً وتتقلص مساحتها، بفعل التناحر
العرقي والتناحر على الملك داخل الدولة، وعادت أجيال اليبوسيين
والكنعانيين إلى لملمة صفوفها من جديد، والاهتمام بزيادة تسليحهم وقوتهم
إلى أن استطاعوا الاستئثار بحكم القدس وما حولها من جديد، والانخلاع
تدريجياً من سلطة دولة الفراعنة.

تميّزت
أجيال اليبوسيين والكنعانيين العرب في تلك الفترة بالشدة والغلظة، وقد
أشار القرآن الكريم إليهم في معرض قصة بني إسرائيل في القرآن الكريم: "
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ
نَدْخُلَهَا حَتَّىٰ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا
فَإِنَّا دَاخِلُونَ " ( المائدة : 22)


رابعاً:: بنو إسرائيل ومدينة القدس
بعث
سيدنا موسى -عليه السلام- إلى بني اسرائيل في مصر ، خلال نهاية الحكم
الفرعوني، وكانت الدولة الفرعونية تضطهد بني اسرائيل بشكل خاص، لأنها كانت
ترى فيهم عملاء ومقرّبين لدولة الهكسوس التي حاربت الفراعنة
واستطاعت إنهاء حكمهم لاكثر من 200 عام.

لم
تكن دعوة نبي الله موسى عليه السلام، مقصورة على دعوة بني إسرائيل
والمصريين إلى الايمان بالله عز وجل، فقد كان الإيمان موجوداً أصلاً في
بني إسرائيل في ذاك الزمان ، وكان هناك جوهر آخر تدور حوله دعوة موسى-عليه
السلام-، وهو الخروج ببني إسرائيل من مصرَ إلى الأرض المقدسة، قال تعالى
على لسان موسى عليه السلام: " يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ
الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ
أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ" ( المائدة: 21 )

ويظهر جوهر دعوة موسى – عليه السلام- في عديد من الآيات القرآنية التي حدثتنا عن قصة بني اسرائيل:
"حَقِيقٌ عَلَىٰ أَنْ لَا أَقُولَ عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَرْسِلْ مَعِيَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" ( الأعراف: 105)
"وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ ۖ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ" (الأعراف: 134)
"فَأْتِيَا
فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (16) أَنْ
أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ" (17) (الشعراء: 16-17)

فأراد
الله عز وجل لهذه الفئة التي كانت مؤمنة في ذلك الزمان الانعتاق من اضطهاد
فرعون، والتوجه إلى الأرض المقدسة التي كان يحكمها آنذلك ( القوم
الجبَّارين ) أو العمالقة كما سمّاهم التاريخ. ليحلّ بنو اسرائيل مكانهم،
وفي لغة هذا العصر كان على بني اسرائيل تحرير الأرض المقدسة من احتلال
القوم الجبارين، فهل فعلوا ذلك؟!

رغم
الآيات المُعجزة والعظيمة التي أجراها الله على مرأى بني اسرائيل، من
انشقاق البحر وإهلاك عدوهم، ورغم ما شهدوا من إعطائهم شريعة الألواح،
والمنّ والسلوى، وتخويفهم بنتق الجبل فوقه، ثّ إماتتهم وإحيائهم من
جديد، ورغم ما لاقوه من عنت وعذاب في سبيل الانعتاق من اضطهاد الفراعنة
والنجاة بأنفسهم إلى أرض كتبها الله لهم، وأراد أن يمكِّن لهم فيها، إلا
أن موقفهم كان برفض دخول الارض المقدسة خشية من القوم الجبَّارين، وعدم
رغبة منهم في القتال، فقالوا لموسى عليه السلام: إذهب أنتَ وربك فقاتلا،
إنا هاهنا قاعدون، فجازاهم الله بالتيه في الأرض وتحريم الارض المقدسة
عليهم، ويرجّح العلماء أن مكان التيه كان على الأغلب في صحراء سيناء،
قريباً من مكان إهلاك الله لفرعون عند الفرع الأيسر للبحر الأحمر المواجه
لسيناء.

وفي التيه يعاقب
الله بحكمته جيل بني اسرائيل الذي اتصف بالكفر والعناد، ولم تردعه الآيات
العظام التي أجراها الله أمام أعينهم عن استكبارهم، ليظهر فيهم جيل جديد
فيه بعض من إيمان، ويستحق أن يجري الله على يده دخول الأرض المقدسة
وعمارتها.

فوفق المصادر
التاريخية فإن العام 1186 ق.م شهد قيادة "يوشع بن نون" لبني إسرائيل من
سيناء نحو الأرض المقدسة، أما موسى -عليه السلام- فكان قد توفي قبل هذه
المرحلة، وقاد فتاه "يوشع" بني إسرائيل إلى فلسطين ( الأرض المقدسة) عبر
المنطقة الشرقية لنهر الأردن ، لكنهم لم يدخلوا مدينة القدس أبداً، وإنما
عبَروا نهر الأردن إلى أريحا واستقروا هناك سنين طويلة. ويشير القرآن
الكريم إلى هذا الدخول في قوله عز وجل : " وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا
هَٰذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا
وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ
خَطَايَاكُمْ
ۚ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ" ( البقرة : 58 ).
وبوفاة
يوشع بن نون، تشتعل الخلافات الداخلية بين أسباط اليهود المقيمين في
أريحا، ويضعف بنيانهم بضعف إيمانهم، فيتمكن منهم (العمالقة)، ويسلطون
عليهم ألوان الاضطهاد والعذاب.

ويظهر
في صفوف (العمالقة) ملك قوي يقال له (جالوت) الذي حكم الأرض المقدسة (
فلسطين) وكان مقرّه في القدس، وفق المصادر اليهودية والتاريخية، مما يدعّم
الرأي القائل بأن اليهود استقروا فعلاً في أريحا ولم تطأ أقدامهم القدس
أبداً.

وينظر بنو اسرائيل بعين
الغبطة للعمالقة على ملكهم العظيم، ويطلبون من نبيّهم أن ينصّب عليهم
ملكاً عظيماً كجالوت، يعيد إليهم مجدهم ورفعتهم، فيجيبهم النبي سائلاً
إياهم عن طاعتهم للملك الجديد؟ فيجيبون بالتأكيد، ويقولون كيف لنا ألا
نطيعه ونحن اليوم أذلّ الناس، وهو من سينشلنا من ذلنا إلى عزة ورفعة؟!

وما
إن يختار لهم داوود -عليه السلام- الملك (طالوت) حتى ينقلبون عليه،
ويستنكفوا عن طاعته وحكمه، وتفصّل سورة البقرة قصة المعركة التي وقعت قرب
أريحا –على الراجح من أقوال العلماء- بين العمالقة وبني اسرائيل، والتي
شهدت عصيان بني اسرائيل لقائدهم إلا قليلاً منهم، وتنتهي المعركة بقتل
النبي داوود –عليه السلام- لقائد العمالقة، ممهداً بذلك لأول دخول يهودي
في التاريخ إلى مدينة القدس.

وبهذا
النصر أيضاً يؤول حكم الأرض المقدسة إلى بني اسرائيل لأول مرة وذلك قرابة
العام 995 ق.م، ويتوجه نبي الله داوود –عليه السلام- إلى القدس ويقيم فيها
مملكته التي تشير المصادر التاريخية انها كانت في قرية سلوان قرب عين
الماء على الأطراف الخارجية لمدينة القدس القديمة.

ويدوم
حكم بني اسرائيل للقدس سبعون عاماً أو ثمانون، تداولها النبي سليمان من
بعد داوود –عليهما السلام- ، وحصل خلالها ما ذكره النبي محمد –صلى الله
عليه وسلم- من تجديد سليمان لبناء المسجد الأقصى المبارك.

عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ الله عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا فَرَغَ سُلَيْمَانُ
بْنُ دَاوُدَ مِنْ بِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ سَأَلَ اللَّهَ ثَلَاثًا:
حُكْمًا يُصَادِفُ حُكْمَهُ، وَمُلْكًا لَا يَنْبَغِي لَأَحَدٍ مِنْ
بَعْدِهِ، وَأَلَّا يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ إِلَّا
الصَّلَاةَ فِيهِ إِلَّا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ
أُمُّهُ" فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَمَّا
اثْنَتَانِ فَقَدْ أُعْطِيَهُمَا وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ أُعْطِيَ
الثَّالِثَةَ".

وتجدر
الإشارة أن هذا البناء لسليمان، كان بناء تجديد وإعادة إعمار، وأن الباني
الأول للمسجد الأقصى هو النبي آدم –عليه السلام- بوحي من الله، كما ورد
سابقاً..


خامساً:: السبي البابلي والفرس
بعد
وفاة سليمان عليه السلام ضعفت الدولة وتفككت إلى مملكتين متصارعتين؛ مملكة
شمالية (إسرائيل) عاصمتها شكيم، ومملكة جنوبية (يهوذا) وعاصمتها أورشاليم.

وكان
اليهود في حينها قد انحرفوا بعيداً عن عقيدتهم، وساد الظلم وأشكال المفاسد
دولتيهم، وأخذ الصراع ما بين الدولتين يستنزف بقية ما تبقى من أسباب
القوة، وبعد مناوشات طويلة تمكَّن الأشوريون من تدمير مملكة الشمال في
القرن السابع قبل الميلاد، وصمدت مملكة الجنوب قليلاً ثم ما لبثت أن سقطت
في يد البابليين في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد ، لتصبح مدينة القدس
تحت حكم البابليين الذين نفوا اليهود خارج المدينة، واتخذوهم سبايا نحو
بابل، ودمّروا المسجد الاقصى الذي أعاد سليمان بناءه تدميراً كاملاً وفق
المصادر التوراتية، ويشير كتاب التلمود اليهودي أن السبي البابلي كان
عقاباً لليهود على "كثرة ذنوب بني اسرائيل وتفاقمها حتى فاقت حدود ما
يطيقه الإله الأعظم".

ثم ما
لبثت دولة فارس أن غزت دولة البابليين، وبسطت سيطرتها على مملكتها ومن
بينها مدينة القدس، وسمح الملك (قورش) الفارسي لليهود الموجودين في بابل
بالعودة إلى القدس إن شاؤوا، فرجعت أعداد قليلة منهم وفقاً للمصادر
التوراتية، أما الغالبية العظمى فلم تهاجر، لأنها فضلت البقاء في بابل
عاصمة الرخاء الاقتصادي والثروات في ذلك الزمان، تاركين مدينتهم المقدسة
وراء أطماع المال.

تشير
المصادر التوراتية إلى النخبة القليلة من اليهود الذين عادوا إلى القدس،
وتقول أنهم عكفوا هناك على إعادة بناء معبد سليمان الذي دمّره البابليون
على يد (نبوخذ نصر) إبَّان السبي، ويُشار إلى أن الفارسيين كانوا في ذلك
الزمان متسامحين مع اليهود بالمقارنة مع البابليين ، وسمحوا لهم بأداء
طقوسهم الدينية في القدس، مُفردين لهم ثلاثين كيلومتراً من مساحة المدينة،
ليحكموها حكماً ذاتياً يدين بالولاء لدولة فارس، مقابل السماح لليهود
بالعبادة.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tarikh.ahlamontada.net
 
من بنى القدس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كل ما تبحث عنه تجده هنا في رحاب التاريخ :: في رحاب التاريخ :: منتدى التاريخ العربي-
انتقل الى: